آلاف الإسرائيليين يفرّون إلى الملاجئ هرباً من الصواريخ الإيرانية
آلاف الإسرائيليين يفرّون إلى الملاجئ هرباً من الصواريخ الإيرانية
اضطر آلاف الإسرائيليين، ليلة السبت/ الأحد، إلى الاحتماء في مواقف السيارات تحت الأرض والملاجئ العامة المؤقتة، مع تصاعد موجات الهجمات الصاروخية الإيرانية التي استهدفت عدداً من المدن الإسرائيلية، في واحدة من أعنف جولات التصعيد العسكري بين البلدين في العقود الأخيرة.
وأظهرت مقاطع مصورة، بُثت عبر وسائل إعلام عبرية، مشاهد لعائلات كاملة، بمن فيهم أطفال ورضّع، وهم يفترشون الأرض داخل مواقف سيارات تحت بنايات سكنية في تل أبيب وحيفا، بعد أن دفعت صفارات الإنذار آلاف السكان إلى الهرب من منازلهم خلال الليل، وفق "روسيا اليوم".
وقدّرت قيادة الجبهة الداخلية الإسرائيلية أن نحو 40% من منازل الدولة العبرية لا تحتوي على ملاجئ آمنة أو منشآت محصّنة قادرة على الصمود أمام الصواريخ البالستية بعيدة المدى، في ظل تصعيد غير مسبوق يُهدد المناطق السكنية.
دمار في تل أبيب
في غضون ذلك، أعلنت بلدية تل أبيب صباح الأحد أن العديد من المباني في المدينة أصبحت "آيلة للسقوط" بعد إصابتها المباشرة في الضربات الصاروخية التي طالت ستة مواقع مختلفة في المدينة، وفق ما أفادت به وسائل إعلام إسرائيلية، واصفة المشهد بـ"المروّع".
وشهدت مناطق وسط إسرائيل، ولا سيما بات يام ورحوفوت، خسائر بشرية ومادية فادحة، حيث أفادت التقارير الأولية بمقتل ستة أشخاص على الأقل في بات يام، وفقدان 35 آخرين تحت الأنقاض، فيما أصيب أكثر من 100 بجروح متفاوتة الخطورة. كما سجلت 37 إصابة جديدة في مدينة رحوفوت، بحسب بيانات الإسعاف الإسرائيلي.
وفي حيفا، أُعلن صباح اليوم عن إصابة خمسة أشخاص إثر سقوط صواريخ إيرانية على المدينة، فيما أفادت تقارير محلية بمقتل امرأة في بلدة طمرة وإصابة عدة آخرين بجروح خطِرة.
صواريخ شديدة التفجير
في المقابل، نقلت وكالة "فارس" الإيرانية عن مصدر مطّلع أن بعض الصواريخ التي استهدفت مدينة تل أبيب فجر الأحد كانت مزوّدة برؤوس حربية تزن 1.5 طن، وهي من النوع شديد الانفجار، في إشارة إلى تصعيد نوعي في مستوى الهجوم الإيراني.
ويأتي هذا التصعيد في سياق مواجهة مفتوحة بين إسرائيل وإيران بدأت فجر الجمعة، حين أعلنت تل أبيب شنّ عملية جوية واسعة النطاق تحت اسم "الأسد الصاعد"، استهدفت من خلالها عشرات المواقع النووية والعسكرية الإيرانية، إضافة إلى مبانٍ سكنية واغتيالات طالت قادة في الحرس الثوري وعلماء نوويين.
وردّت طهران، صباح الأحد، بإطلاق عملية أطلقت عليها اسم "الوعد الصادق 3"، نفذ خلالها الحرس الثوري الإيراني ضربات صاروخية مكثفة على عمق الأراضي الإسرائيلية، شملت المدن الكبرى والبنى التحتية، ما رفع مستوى التوتر الإقليمي إلى ذروته.
كارثة إنسانية تلوح
ومع استمرار تبادل الضربات العنيفة، حذّرت منظمات إغاثية دولية من أن المدنيين على جانبي الجبهة، باتوا يدفعون الثمن الأكبر لهذا التصعيد، في ظل غياب ملاذات آمنة وتعرض الأحياء السكنية للقصف المباشر.
ويثير الوضع القلق من توسع الصراع ليشمل أطرافًا إقليمية أخرى، وسط عجز المجتمع الدولي عن فرض تهدئة فورية، وغياب المبادرات السياسية الفاعلة حتى الآن.